الأحد، 27 يناير 2013

مثال على الاستخدام الصحيح للتقية


ابتليت الأمة الشيعية بوباء التقية غير الشرعية أو ما نعبر عنه الخذلان والجُبن المتقمص ثوب التقية والتقية منه براء، فالتقية مسألة شرعية أحياناً تدور مدار الأحكام الخمسة (الوجوب والاستحباب والإباحة والكراهة والحرمة)، فليست واجبة دائما وليست حراما دائما، وتفصيل ذلك في رسالة التقية للشيخ الأعظم الأنصاري (رضوان الله عليه). وفي الحقيقة أن التقية قد شُرعت لعزة الإنسان الشيعي وليست لإذلاله، وشرعت لحفظ الدين وأهله من الكفر وأهله.

وقد أعجبني استخدام أحد العلماء للتقية لغاية شريفة، والعالم هو الميرزا محمد عناية الدهلوي الكشميري (رضوان الله عليه) الذي سبق وأن كتبنا عنه مقالة في مدونتنا. وقد ذكرنا فيما ذكرنا عنه أنه قد ألف كتاب النزهة الإثني عشرية رداً على كتاب الناصبي عبد العزيز الدهلوي (لعنه الله) الذي ألفه لمهاجمة الشيعة والتشيع. كان هذا العالم الجليل يحضر في درس عبد العزيز الدهلوي ويتقي منه بنية أن يحصل على نسخ من كتاب التحفة، فكان (رحمه الله) حين ينتهي الدهلوي من تصنيف أحد أجزاء التحفة يأخذه ليستنسخه ثم يرد عليه وينقضه.

يحكي السيّد محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي في كتابه أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة هذا الأمر فيقول: "لمّا صنف الشاه عبد العزيز الدهلوي كتاب التحفة الإثني عشرية كان صاحب العنوان يختلف إليه للتحصيل والتلمذة وكان يتقي منه على دينه، فكل جزء يبرز من تصنيفه يأخذه الميرزا للاستنتاخ وينقضه بأسرع وقت من حيث لا يشعرون". (أحسن الوديعة ص12)

هذه هي التقية الشرعية وليست تقية الوائلي غير الشرعية وهو الذي يتبجح بإتباعه عبارة "رضوان الله عليهما" بعد ذكره لإسم الطاغوتين أبي بكر وعمر (لعنة الله عليهما) وليست تقية الجبناء الذين غلفوا جبنهم وخذلانهم باسم التقية.

أبو لؤلؤة البحراني
16 ربيع الأول 1434 هـ

الأربعاء، 23 يناير 2013

الإمام الشيرازي.. مُلهم المنظمة الرافضية العالمية


كنت قد كتبت في بعض المقالات عن حلمي بإنشاء (المنظمة الرافضية العالمية)، وبمطالعتي لبعض مؤلفات الإمام الشيرازي الراحل (رضوان الله عليه)؛ وجدته في كتاباته مثل هذا التصوّر والطموح بل قد نعدُّه مُلهمنا في تأسيس هذه المنظمة. ويتضح تشابه التصور والطموح الذي وضعه الإمام الراحل مع ما نرمي إليه. يتضح جلياً في كتابه أنفقوا لكي تتقدموا، وننقل هنا بعض عباراته:

قال (رضوان الله عليه): "إن المسلمين اليوم بحاجة ماسّة إلى مشروعات واسعة النطاق في جميع الحقول: التأسيسية، والتبليغية، والتثقيفية، وما أشبه. سواء في داخل بلاد الإسلام أو خارجها، من مدارس، ومصحَّات، وجرائد، ومجلّات، وإذاعات أهلية، وكليات، ومكتبات، وجمعيات لمختلف شؤون المُبلِّغين، وغير ذلك. وكلها تتوقف على المال حتى تتكون وحتى تسير في الحياة إلى الأمام؛ لعلّها تكون نواة لنهضة إسلامية شاملة". (أنفقوا لكي تتقدموا ص16)

وبعد أن شخَّص (رحمه الله) ما تحتاجه الأمة الإسلامية - الرافضية -؛ فإنه يقول: "والذي أرى أنه يلزم أن تتكون (أولاً) لجنة تهتم بأمرين: جمع المال من جانب، وبذر نواة الحركة من جانب آخر، ثم تنحو اللجنة في مختلف الأبعاد حتى يأذن الله لها بالتوفيق". (المصدر نفسه(

وحلمنا وما نسعى لتحقيقه هو الذي تحدث عنه الإمام الراحل (أعلى الله درجاته)، وهو ما إقترحناه وهو تأسيس هذه المنظمة على أن تتكون من قسمين؛ الأول: القسم الذي يهتم بأمر جمع المال، والثاني الذي يقوم بتوظيف هذه الأموال لتأسيس المشروعات المتنوّعة.

هنا تأتي نقطة وهي كيف نجمع المال؟! أنا لا أظن بأن علينا أن نتوقف على تبرعات المؤمنين والمؤمنات، وإنما يتوسع عمل المنظمة في التجارة بحيث يمكنها أن تكتفي ذاتياً بما لديها.

كلمة أخيرة: كلامنا وكلام غيرنا والأفكار والمقترحات كثيرة، ولكن لم تجد هذه الأفكار والمقترحات من يطبقها على أرض الواقع، ونحن شخصياً نعترف بالقصور والتقصير ولا نعدُّ أنفسنا شيئاً مذكورا ونأمل أن يوفقنا الله بتحقيق حلمنا في أن ترى هذه المنظمة النور.

12 ربيع الأول 1434 هـ
أبو لؤلؤة البحراني

الجمعة، 18 يناير 2013

مؤلف الأعيان.. !


موسوعة أعيان الشيعة موسوعة قيّمة في تراجم أعلام الشيعة، وقد ساهمت في حفظ التراث الشيعي. لكن بعض الجهلة يوجهون لي إشكالاً أن مؤلف الأعيان معارض للتطبير بل لعله أول من شن الحرب على شعيرة التطبير المقدسة؛ فأقول جواباً على ذلك؛ نعم لا أنكر ذلك ولنفرض أن محسن الأمين ليس مسلماً أصلاً ولكنه ألّف كتاباً يُستفاد منها، ورسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، ولنتذكر أننا ننظر إلى ما قيل لا من قال.

وأضيف أننا كذلك نستفيد من بعض مؤلفات البكريين كموسوعة الأعلام لخير الدين الزركلي التي تضمّنت تراجم العديد من أعلام الشيعة، ونفس الأمر بالنسبة لمعجم المؤلفين لعمر كحالة؛ فهذان الكتابان - الأعلام والمعجم - يُستفاد منهما كثيراً فهل يعني ذلك سلامة عقيدة الزركلي وكحالة وهما بكريان؟!

أبو لؤلؤة البحراني
7 ربيع الأول 1434 هـ