
يُشير سماحة آية الله السيّد مُرتضى الشيرازي (دام ظله) في كتابه القيم بحوث
في العقيدة والسلوك – وأنصح الجميع بقرائته – إلى أهمية أن يحدد كل فرد هدفاً
أو أهدافاً يبتغي الوصول إليها ويسعى لتحقيقها، والناجحون هم من يضعون لهم
أهدافاً، وقد عرض سماحته أمثلة على بعض الشخصيات التي وضعت لها أهدافاً، كان منها
والدة الشيخ الأعظم الأنصاري (رضوان الله عليه) التي وضعت لها هدفاً أن يكون ابنها
عالماً كبيراً؛ فغدى ابنها المرجع الأعلى للشيعة ولُقّب بالشيخ الأعظم. وكذلك السيّد محمد الشيرازي (رضوان الله عليه) – والد السيد
المرتضى – الذي حدد له هدفاً وهو أن يؤلف ألف كتاب؛ وقد حققه وتجاوزت مؤلفاته
الألف مؤلف، وصار صاحب أكبر عدد من المؤلفات في العالم. ومن هذه الأمثلة ما ذكره عن الشيخ عباس علي الإسلامي الذي حدد لنفسه
هدفاً وهو أن يكون مؤسساً فاستطاع مع تواضع إمكانياته أن يؤسس ثلاثمائة مدرسة. وأيضاً ذكر قصة المرحوم الميرزا مهدي الأصفهاني (رضوان الله عليه)
الذي كان له هدف أن يُربّي مجموعة كبيرة من العلماء الذين يحملون راية الحديث
الشريف ضد الفلسفة والعرفان، فاستطاع وخرّجت مدرسته العظيمة علماء كبار كالشيخ
محمود الحلبي وغيرهم.
ينبغي علينا أن نسير في هذا المسير ونُحدّد لنا هدفاً، وينبغي أن لا تكون –
ونحن مُتديّنون إن شاء الله – أهدافنا دنيوية؛ وإنما تكون في المقام الأول أهدافاً
دينية وأخروية. وأما بالنسبة لي شخصياً وأنا شاب
أسأل الله أن يحسبني من مُحبّي أهل البيت (عليهم السلام)، ولا أُسمّي نفسي شيعياً
فإن ذلك مقامٌ عالٍ لستُ أهلاً له، ولكن أسأل الله أن أكون مُحباً صادقاً لهم
(عليهم السلام) وأن تشملني عنايتهم بأن أُحقّق أهدافي، وهي:
1- أن أتخرج من الجامعة – وأنا لا زلتُ طالباً – بنجاح كي
أتمكن من خدمة أهل البيت (عليهم السلام) بحسب تخصصي.
2- أن يهتدي ألف مخالف على يدي، وأيمُ الله إن الخير كل
الخير في ذلك، وقد قال رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله): "لأن يهدي
الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت".
3- أن تُؤسس المنظمة الشيعية العالمية، والتي قد اقترحت
إنشائها في مقالتي السابقة، وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة أن أؤسسها.
أبو لؤلؤة البحراني
11 ذو الحجة 1433 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق