الأحد، 7 أكتوبر 2012

تأمُّل بسيط في الخطاب القرآني والمُحمّدي


الناظر إلى الأدب القرآني والمُحمّدي المتجسد في القرآن الكريم وكلام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) يعلم أنّ هناك نوعين من الخطابين تتلخّص في قوله تعلى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فالشدّة في موضعها الصحيح، والرحمة في موضعها الصحيح. أما تعميم الرحمة في كل موضع أو تعميم الشدّة في كل موضع فلا يفعله إلا الجهلة السفهاء أو السفلة من الفقهاء.

خطاب الرحمة: هو ذلك الخطاب الذي نرى فيه قوله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، و{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ}، وهو كراهة أمير المؤمنين عليه السلام لسب أصحابه عوّام أهل الشام في معركة صفين حين قال: "إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين".

خطاب الشدّة: هو ذلك الخطاب الذي نرى فيه قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ}، وقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، وقوله تعالى: {عُتُلّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، وهو أمر النبي (صلى الله عليه وآله): "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم"، وهو لمز النبي لمروان بن الحكم بوصف: "الوزغ بن الوزغ"، وهو قول النبي في معاوية: "رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه"، وهو قول الإمام الحسين عليه السلام في يزيد: "الدعي بن الدعي"، وهو قول السيّدة زينب في أخيها الحسين عليه السلام: "قتيل أولاد البغايا".

فالسب جائز لمن يستحقه، وحرامٌ لمن دون ذلك، فلا يُحرّم السب مطلقاً أو يُجوّز السب مطلقاً إلا سفيه جاهل أو فقيه سافل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق