
كنا نقول ولا
نزال نُكرّر أننا ينبغي أن نستفيد من خصومنا ولو قليلاً. أثناء اطلاعي البسيط على
طائفة البهرة - إحدى الطوائف الإسماعيلية المتواجدة في الهند - فإنني رأيتهم قد
قاموا بتنظيم أنفسهم وجماعتهم صارت لهم قوّة مع أنّهم شرذمةٌ قليلة، فهُم يعملون
في القطاع التجاري ويستغنون بأنفسهم عن غيرهم، وبسبب وفرة المال عندهم؛ فإنهم لا
يدعون أحداً من أتباعهم فقيراً وإنّ وُجد أحدهم فقيراً فإنّهم إما أن يُوفروا له
وظيفة أو يُموّلونه. ولا يتعاملون مع غيرهم فحتّى حين يأتون إلى المدينتين
المُقدّستين كربلاء والنجف فإن لهم مباني خاصة بهم فلا يدفعون لأصحاب الفنادق
الشيعة. ومن الجانب التعليمي فإن لهم في كل بلد يتواجدون فيه مدارس خاصّة بهم ذات
مستوى تعليمي عالي ولهم جامعة تُسمّى (الجامعة السيفية) ولها فروعٌ في أكثر من
مدينة. هكذا طائفةٌ صغيرة ذات معتقدات سخيفة لا تُموِّلُها أي حكومة استطاعوا أن
يُكوّنوا لأنفسهم هذه القوة.
هذا وهم على
باطل، ونحن على الحقّ. ألا يجدر بنا أن نستفيد قليلاً من تجربتهم؟!
كنت قد طرحت
فكرة إنشاء «المنظمة الرافضية العالمية» في موضوع سابق، وخُلاصة فكرة هذه المُنظّمة
هي أن تتكون من شقّين أو جناحين؛ جناحٌ تجاري، وجناحٌ عمليّ. فالجناح التجاري يهتم
بالتجارة وجمع الأموال التي تُساهم في رفد الجناح العملي الذي يقوم على مشاريع
متعددة في الإهتمام بشؤون الطائفة عالمياً كبناء المساجد والحسينيات ودور العبادة
والمكتبات والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وتقديم المساعدات المالية لفقراء
الشيعة وما أشبه.
وإن من أهم
أهدافي في الحياة - إن شاء الله - هو السعي لإنشاء هذه المنظمة، ووضع اللبنات
الأساسية لقيامها، فأتمنى أن لا يأتي أجلّي إلا وقد رأيت بعينيّ إحياء هذه
المُنظّمة.