الاثنين، 17 سبتمبر 2012

حتى لا ننسى.. من الخيانات الداخلية في البحرين


أحمد بن محمد آل ماجد البلادي كان أحد شيوخ البحرين الخوّنة والذي أظن أنه يتحمل كل المآسي التي تعرض لها الشعب البحراني منذ استيلاء آل خليفة على البحرين.. لماذا؟! الجواب فيما يأتي.

الشعب البحراني منذ القدم ولا يزال شعب أعزل وكل الحروب التي تعرض لها شعبنا كانت حروب دفاعية حيث يأتوننا المُحتلين والمستولين بقوة السلاح كالبرتغاليين والبريطانيين والعُمانيين والقبائل العربيّة ويقتلوننا.

في سنة 1197 هـ - أي قبل أكثر من مئتي سنة - كانت البحرين جزءاً إدارياً من الدولة الأفشارية التي تحكم إيران آنذاك، وكانت قد عيّنت الشيخ نصر آل مذكور حاكماً على البحرين وكان وزيره هو الحاج مدن الجدحفصي.

آل خليفة آنذاك كانوا في الزُبارة التي تقع في قطر ويفصل البحر جزيرة سترة البحرانية عن الساحل القطري، وقد وقع في تلك السنة خلاف في جزيرة سترة حيث جاء رجال من آل خليفة من الزبارة لشراء بعض اللوازم، وأسفر الشجار عن قتل كبير آل خليفة وانتهاب متاعهم، ورجع الباقون إلى الزبارة يستصرخون قومهم، فقرر آل خليفة الانتقام في سفينة مشحونة بالرجال والسلاح، ونزلوا جزيرة سترة وقتلوا ونهبوا ورجعوا إلى الزبارة.

أهل البحرين حينها قرروا الانتقام من قتلتهم فجمعوا الرجال وتوجّهوا إلى الزبارة، ولكن بسبب وجود الخونة والجواسيس في صفوفهم فقد أُعلم آل خليفة بهذا الموضوع، فانكسر البحارنة انكسارا شديدا.

لم يجد شعب البحرين إلّا أن يرجعوا إلى الدولة الأفشارية في إيران التي كانت البحرين آنذاك جزءاً منها فرحل حاكم البحرين الشيخ نصر آل مذكور إلى ليطلب من الدولة الأفشارية النصرة والمدد لكن الخذلان كان هو الجواب، فلمّا علم البحارنة بذلك.. كانت حينها الخيانة وكانت الطعنة التي وجّهها الشيخ أحمد بن محمد آل ماجد البلادي في خاصرة الشعب البحراني حيث كاتب آل خليفة يدعوهم للاستيلاء على البحرين ويضمن لهم المساعدة والنصر.

الوزير مدن الجدحفصي وبقيّة أهل قرية جدحفص التي كانت عاصمة البحرين آنذاك رفضوا هذه الخيانة ووقفوا ضد البلادي الذي اصطف معه أهل قريته البلاد القديم، فكانت الحرب في ذلك الوقت بين البحارنة أنفسهم.. بين الجدحفصيين وبين البلاديين.

كادت الحرب تنتهي بالنصر للجدحفصيين، لكن آل خليفة قد هجموا على البحرين مما جعل الجدحفصيين يحاربوا مع، ثُمْ قتل الوزير الحاج مدن، وانكسر وتشتتوا وقُتل منهم عدد كثير وفرّ كثيرٌ منهم إلى البلدان الأخرى خارج البحرين كالقطيف وبوشهر والبصرة والمحمرة.
أبو لؤلؤة البحراني
2 ذو القعدة 1433

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق