السبت، 22 ديسمبر 2012

المنظمة الرافضية العالمية


كنا نقول ولا نزال نُكرّر أننا ينبغي أن نستفيد من خصومنا ولو قليلاً. أثناء اطلاعي البسيط على طائفة البهرة - إحدى الطوائف الإسماعيلية المتواجدة في الهند - فإنني رأيتهم قد قاموا بتنظيم أنفسهم وجماعتهم صارت لهم قوّة مع أنّهم شرذمةٌ قليلة، فهُم يعملون في القطاع التجاري ويستغنون بأنفسهم عن غيرهم، وبسبب وفرة المال عندهم؛ فإنهم لا يدعون أحداً من أتباعهم فقيراً وإنّ وُجد أحدهم فقيراً فإنّهم إما أن يُوفروا له وظيفة أو يُموّلونه. ولا يتعاملون مع غيرهم فحتّى حين يأتون إلى المدينتين المُقدّستين كربلاء والنجف فإن لهم مباني خاصة بهم فلا يدفعون لأصحاب الفنادق الشيعة. ومن الجانب التعليمي فإن لهم في كل بلد يتواجدون فيه مدارس خاصّة بهم ذات مستوى تعليمي عالي ولهم جامعة تُسمّى (الجامعة السيفية) ولها فروعٌ في أكثر من مدينة. هكذا طائفةٌ صغيرة ذات معتقدات سخيفة لا تُموِّلُها أي حكومة استطاعوا أن يُكوّنوا لأنفسهم هذه القوة.

هذا وهم على باطل، ونحن على الحقّ. ألا يجدر بنا أن نستفيد قليلاً من تجربتهم؟!

كنت قد طرحت فكرة إنشاء «المنظمة الرافضية العالمية» في موضوع سابق، وخُلاصة فكرة هذه المُنظّمة هي أن تتكون من شقّين أو جناحين؛ جناحٌ تجاري، وجناحٌ عمليّ. فالجناح التجاري يهتم بالتجارة وجمع الأموال التي تُساهم في رفد الجناح العملي الذي يقوم على مشاريع متعددة في الإهتمام بشؤون الطائفة عالمياً كبناء المساجد والحسينيات ودور العبادة والمكتبات والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وتقديم المساعدات المالية لفقراء الشيعة وما أشبه.

وإن من أهم أهدافي في الحياة - إن شاء الله - هو السعي لإنشاء هذه المنظمة، ووضع اللبنات الأساسية لقيامها، فأتمنى أن لا يأتي أجلّي إلا وقد رأيت بعينيّ إحياء هذه المُنظّمة.

الخميس، 20 ديسمبر 2012

السيد محمد رضا الحسيني الكمالي الاسترآبادي الحلي


لفت انتباهي عنوان هذا الكتاب الصوارم الحاسمة في مصائب الزهراء فاطمة أثناء تصفحي لموسوعة الذريعة للشيخ المُعظّم آغا بزرك الطهراني (رضوان الله عليه) حيث أورد عنوانه في المُجلّد الخامس عشر، وذكر أن هذا الكتاب للسيد محمد رضا ابن أبي القاسم بن فتح الله بن نجم الدين الملقب بآغا ميرزا الحسيني الكمالي الاسترآبادي الحلي. (الذريعة ج15 ص92)

وطفقت أبحث عن معلومات عن المُؤلّف فلم أجد له إلا ذكراً بسيطاً في موسوعة أعيان الشيعة لمحسن الأمين؛ ذكر هناك أن للمؤلف كتاباً بعنوان نهاية الآمال وهو منظومة في الرجال.

وفي الذريعة كذلك وجدت له كتابين؛ الأول بعنوان لوامع الدُرر في منهج الحق والظفر، والثاني بعنوان العقد الفريد في معرفة القراءة والتجويد.

على أية حال فهذا العالم لا يُذكر في ترجمته سوى أنّه استرآبادي الأصل وحليُّ المسكن والوفاة حيث توفي فيها سنة 1358 هـ، وكتبه ليست مطبوعة للأسف، والكتاب الذي صدّرتُ به هذه المقالة هو أكثر ما لفت انتباهي ولا شك أن محاولة تحقيقه وطبعه فيه رضا الإمام المهدي (صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه)، ومثل هذه الكتب قاصمةٌ لظهور المُنحرفين والمُضلّين المُتلبسين بالتشيُّع الذين يُنكرون مظلومية الزهراء (عليها السلام).

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

الشهيد الميرزا محمد عناية الكامل الدهلوي


الصورة أعلاه هي صورة الغرفة التي دُفن فيها العالم المُتكلّم الميرزا محمد عناية الدهلوي (رحمه الله) المُلقّب بالكامل، والذي كان من علماء الشيعة في الهند، وقد قُتل غيلةً بالسُم لتأليفه كتاب النزهة الإثني عشرية رداً على كتاب الناصبي عبد العزيز الدهلوي المشهور التحفة الإثني عشرية.

ولهذا العالم الجليل مُؤلّفات أخرى على ما ذكره صاحب الأعيان في ترجمته له (أعيان الشيعة ج10 ص33)، حيث ذكر:

§        تاريخ العلماء.
§        تنبيه أهل الكمال والإنصاف على اختلاف رجال أهل الخلاف.
§        نهاية الدراية شرح وجيزة البهائي في الدراية.
§        إيضاح المقال في توجيه أقوال الرجال.
§        البداء.
§        رسالة في البديع.
§        رسالة في الحكمة.
§        إبطال الرؤية.
§        رسالة في الفلسفة.
§        منتخب أنساب السمعاني.
§        منتخب فيض القدير في شرح الجامع الصغير.
§        منتخب كنز العمال.
§        تتمة النزهة.

الأحد، 2 ديسمبر 2012

الشيخ خضر بن شلال العفكاوي النجفي رضوان الله عليه


هذه صورة من صفحة إحدى مخطوطات كتاب أبواب الجنان وبشائر الرضوان الموجودة بمكتبة الإمام الحكيم في النجف الأشرف؛ وهذا الكتاب من تأليف الفقيه الجليل الشيخ خضر بن شلّال آل خدّام الباهلي العفكاوي النجفي (رضوان الله عليه) الذي يُسمّى بالعفكاوي نسبةً إلى مدينة عفك التي فيها ولد فيها وتُنطق عفچ باللهجة العراقية المحليّة، وتقع في حدود محافظة القادسية حسب الجغرافيا الحديثة، وقد هاجر في وقت لاحق إلى النجف الأشرف للالتحاق بالحوزة العلمية فبلغ المراتب العالية في العلم وتصدّى للمرجعية الدينية، وألّف عدداً من الكتب والمُؤلّفات النافعة والتي بعضها مُتداول بين العلماء والفقهاء. ومن أهم هذه الكتب أبواب الجنان وبشائر الرضوان والذي يحتوي رأيه في الشعائر الحسينية والجزع على الحسين والذي يقول فيه بالنصّ: ”الذي يستفاد من مجموع النصوص ومنها الأخبار الواردة في زيارة الحسين المظلوم ولو مع الخوف على النفس يجوز اللطم والجزع على الحسين كيفما كان حتى لو علم بأنه يموت في نفس الوقت“.

وقد تحدّث الشيخ عبد الحليم الغزّي في أحد المقاطع عن رأي الشيخ خضر واستعرضه من نفس الكتاب، ونحن نُذكّر بأننا لا نُوافق الشيخ الغزّي في كل منهجه وآرائه؛ ولكننا لا ننكر استفادتنا من مقاطعه، والمقطع المقصود هنا:

الخميس، 29 نوفمبر 2012

رد المرجع النجفي حول تشكيكات خسّة الشيطان تجاه زيارة عاشوراء


نُثمّن هذا التصدّي من سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ البشير النجفي أدامه الله شوكةً في عيون المُنحرفين والُمضلِّين لتشكيكات المُنحرف الهالك خسّة الشيطان المُسمّى بـ«محمد حسين فضل الله» لعنة الله عليه بخصوص زيارة عاشوراء المُقدّسة. وقد قمت بإنتاجه على شكل مقطع ڤيديو، ونلفت الانتباه إلى أنّ الحقوق غير محفوظة لكل إخواني الرافضة الأبرار أعزّهم الله.

يمكنكم قراءة كتاب الشعائر الحسينية ومراسيم العزاء للشيخ البشير (دام ظله):

المقطع:

بتريةٌ عتيقيون


حين غُصبت الخلافة من الخليفة الشرعي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) نُصّب عتيق المعروف بأبي بكر الزنديق بن أبي قحافة (لعنة الله عليهما) خليفةً، وقد بعث برسالةٍ لأبيه أبي قحافة يدعوه في للقدوم إلى المدينة المُنوّرة وكتب له: «من خليفة رسول الله إلى أبي قحافة. أمّا بعد فإن الناس قد تراضوا بي، فإني اليوم خليفة الله، فلو قدمت علينا كان أقر لعينك».

فردّ عليه والده أبو قحافة بهذا: «من أبي قحافة إلى ابنه أبي بكر. أما بعد فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضا، مرة تقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ومرة تقول خليفة الله ومرة تقول تراضى بي الناس، وهو أمر ملتبس فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غدا ويكون عقباك منه إلى النار والندامة وملامة النفس اللوامة لدى الحساب بيوم القيامة، فإن للأمور مداخل ومخارج وأنت تعرف من هو أولى بها منك، فراقب الله كأنك تراه ولا تدعن صاحبها، فإن تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك».

للأسف أن نجد مثل حماقة عتيق - أبو بكر - وتناقضاته عند البتريين أخزاهم الله إذ أننا نراهم يلومون الرافضة الأبرار (أعزّهم الله) ممن يُظهرون البراءة من أعداء الله ويتهمونهم بسبّ أعداء الله ويقولون مثلاً: «هؤلاء كلاب عملاء صهاينة يشوهون صورة أهل البيت» أو «يا حقير تتهجم على السيد القائد؟» أو «يا حمقى أخلاق أهل البيت هي ادعو إلى ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة».

أليست حماقات هؤلاء البترية كحماقة عتيق؟! ألا يجدر بنا أن نُسمّي هؤلاء البترية بالبترية العتيقيين.

الخميس، 1 نوفمبر 2012

الغيرة العلوية والخسّة العثمانية

إن النواصب أخزاهم الله لا يفقهون، وبعد التجارب أُؤكّد أن الطريقة الأفضل في مجابهتهم هي جلدهم، وأعني بذلك تدمير أصنامهم بكل ما أُوتينا من قوّة. فإننا نجد النواصب ينكرون مظلومية سيّدتنا الزهراء (عليها السلام)، والأدهى والأمرّ من ذلك أن يصطف ورائهم بعض بهائم الشيعة وخنازيرهم وما هُم بشيعة والله؛ ويُعلّلون نُكرانهم لمظلوميتها (صلوات الله عليها) بأنه عقولهم التافهة لا تقبل بأن الإمام علي (عليه السلام) قد سكت حين اعتدي على الزهراء (عليها السلام). ويا للجهل ويا للحماقة فمتى سكت الأمير (عليه السلام) وهو من هدّ حصون الشرك وأباد أبطال العرب وصناديدهم؟! وأنّى يُعقل هذا؟! أليس هو الذي مسك إمام النواصب عمر بن صهّاك (لعنة الله عليه) وكاد أن يقتله وقال له: "والذي أكرم محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة يا ابن صهاك؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلمت أنك لا تدخل بيتي"، فيُروى أن عمر أرسل يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه. (الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام ص125)

ليت أن هؤلاء النواصب اطّلعوا على خسّة إمامهم عثمان بن عفان (لعنة الله عليه) ودياثته وانعدام الغيرة عنده حيث ترك القوم يقتحمون بيته ويهتكون عرضه أمام عينيه بل ويتحسّسون مؤخرة زوجته كما ذكر ذلك أئمة النواصب أنفسهم، وقد استعرض سماحة العلاّمة شيخ الرافضة ياسر الحبيب (حفظه الله) بعض المصادر التاريخية في إحدى محاضراته ومن شاء فليطلع عليه وليُراجع المصادر التي ذكرها.

إن المُؤمّل منّا في تدمير أصنام النواصب هو أن نَعُد العدّة لإنتاج فلم عالمي يحكي قصّة مقتل عثمان بن عفان واقتحامهم لبيته وانتهاكهم لعرضه، ويُدمج مع الفلم مقطع يُبيّن هجوم الكفرة الفجرة على دار الزهراء (عليها السلام) واستشهادها وكسر أضلاعها الشريفة ويُبيّن فيه حقيقة الغيرة العلوية بتبيان كيف أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بمُجرّد أن سمع استغاثتها (صلوات الله عليها) هبّ للدفاع عنها وكاد أن يقتل ابن صهّاك (لعنة الله عليه)، ومن الأفضل أن يكون باللغة الإنگليزية ثُم يُترجم إلى اللغة العربية واللغات الأخرى حيث أن كونه باللغة الإنگليزية سيساهم في رواج هذا الفلم بنسبة أكثر وستفتضح الدياثة العثمانية، وستتجلّى الغيرة والشجاعة العلوية.

المقطع الذي تحدث فيه شيخ الرافضة عن دياثة عثمان وعدم غيرته على عرضه:

المُحقّق الخاجوئي.. صاحب كتاب (طريق الإرشاد إلى فساد إمامة أهل الفساد) نموذجٌ شاهد على سيرة علماء التشيع في فضح خلفاء السقيفة


كعادتي في البحث والقراءة عن سيّر علماء الشيعة غير المشهورين ثُمّ محاولة الكتابة عنهم؛ فإنني كنت أتصفّح كتاب تتميم أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني، ففي صفحات الكتاب استوقفني اسم (إسماعيل المازندراني) فصرت أطّلع على ما كتبه عنه، فوجدت منه مدحاً كثيراً له: "كان من العلماء الغائصين في الأغوار والمتعمقين في العلوم بالاسبار واشتهر بالفضل"، وزاد حماسي للتعمّق في معرفة هذه الشخصية، فيستمر القزويني بقوله: "وكان من فرسان الكلام ومن فحول أهل العلم وكثرة فضله تزري بالبحور الزاخرة عند الهيجان والتلاطم والجبال الشاهقة والأطواد الباذخة إذا قيست إلى علو فهمه كانت عنده كالنقط والدراري الثاقبة إذا نسبت إلى نفوذ ذهنه كأنها حبط". (تتميم أمل الآمل ص67)

ونقل عنه قصّة في كثرة اطلاعه وقدرته العالية على استيعاب المعلومات وحفظها فقال: "حكى عنه الثقات أنه مر على كتاب الشفاء ثلاثين مرّة إمّا بالقراءة أو بالتدريس أو بالمطالعة. وأخبرني بعضهم أنه كان سقط من كتاب الشفاء عنده أوراق، فكتبها من ظهر قبله؛ فلمّا عورض بكتاب صحيح ما شذ منها إلا حرفان أو حرف". (تتميم أمل الآمل ص67-68)

ولم تكفني الترجمة الموجودة في كتاب تتميم أمل الآمل، وإذ كنت أبحث عن مزيد من المعلومات التفتُّ إلى بعض المصادر المذكورة في الهامش والتي ترجمت للعالم المذكور، وكان منها روضات الجنات، وأعيان الشيعة. وترجمته في روضات الجنّات موجودة في المُجلّد الأول من الكتاب، وهو للأسف الشديد غير موجود على الإنترنت فلم تُتَح لي الفرصة للإطلاع عليه وعلى هذه الترجمة، ولكنني أخذتُ بقراءة الترجمة الموجودة في الأعيان.

وفي الأعيان وجدت الاسم الكامل لهذا العالم فهو: "المولى إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني الأصفهاني الخاجوئي"، وقال في توضيح (الخاجوئي): "والخاجوئي منسوب إلى خاجو من محلات أصفهان لتوطنه بها". (أعيان الشيعة ج3 ص402)

ومما لفت انتباهي فيما ذكره صاحب الأعيان عن ما قد يكون سبباً لعدم شهرة هذا العالم، وهو أنّ إيران قد تعرّضت للغزو الأفغاني فشغل ذلك الناس، فيقول: "وكان هذا الشيخ في عصر استيلاء الأفغان على ممالك إيران واستباحتهم دماء الشيعة واعراضهم وأموالهم في كل مكان لا سيما أصفهان ولذلك لم يكن له ولمؤلفاته كثير اشتهار بين العلماء". (المصدر نفسه)

وقد كان الوضع في تلك الفترة صعباً وعسيراً، وإنني وقد كنت أستبشع ما حصل ولكننا لا ندفن التاريخ ونُخبّأ الحقائق بل نكشفها مهما كانت مؤلمة فيذكر صاحب الأعيان بخصوص تلك الأحداث: "حيث انجر الكلام إلى فعل الأفغان ببلاد إيران فلا بأس بالإشارة إلى هذه الواقعة لأن النفس تتطلع عند سماعها إلى معرفتها وخلاصتها أنه في سنة 1133 أو 34 أو 36 أو 37 في عهد الشاه حسين بن الشاه سليمان الصفوي وكان ضعيف التدبير؛ حاصر جيش الأفغان قاعدة ملكه أصفهان ثمانية أشهر، ومنعوا عن أهلها القوت، فغلت فيها الأسعار حتى بيع من الحنطة وهو ثمانية عشر رطلاً بالعراقي بخمسة توأمين، وهي ألف درهم ثم نفدت الحنطة والأرز وسائر الحبوب والغنم والبقر، فأكل الناس لحوم الخيل والبغال والحمير حتى نفدت، فأكلوا لحوم الكلاب والسنانير، ثم لحوم الأموات، ثم قتل بعضهم بعضاً ابتغاء لحمه، والأسعار خارج البلد في غاية الرخاء، فالتجأ أهل البلد إلى التسليم وفتحوا أبواب المدينة فدخلها جيش الأفغان". (المصدر نفسه(

وقد ذكر كذلك صاحب الأعيان بعض تلامذة هذا العالم فمنهم ، كما ذكر سبعة عشر عنواناً من عناوين كتبه ومُؤلّفاته ومُصنّفاته ورسائله. (أعيان الشيعة ج3 ص403)

وحيث أن رصد التراث الشيعي من كتب العلماء التي لا تزال حبيسة للمخطوطات يُعد من ضمن اهتماماتي فصرتُ أبحث عن معلومات أكثر عن العناوين المذكورة في موسوعة الذريعة للشيخ آغا بزرگ الطهراني (رضوان الله عليه)، ولاحظت أن الشيخ الطهراني يصف الشيخ المازندراني بعبارة "صاحب المئة وخمسين تصنيفاً". (الذريعة ج16 ص61)

لكن مع ذا فأن الذريعة حسب اطلاعي لم يُذكر فيها إلا جزءٌ يسير من مؤلفات الشيخ المازندراني، ذلك لأنني صرت أتجوّل في بعض المواقع بحثاً عن أي معلومات فوجدت كتاباً لنفس الشيخ إسماعيل المازندراني إسمه الدرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنية فسارعت بفتحه والنظر فيه ففيه مُقدّمة بقلم السيد مهدي الرجائي كتب فيها الكثير من المعلومات عن الشيخ إسماعيل وسمّاه بالمُحقّق الخاجوئي وجعل في هذه المقدمة قائمة بعدد كبير من كتب الشيخ إسماعيل يتبيّن منها أن هذا العالم له تراث علمي ضخم، فلديه كتب في الكثير من العلوم الإسلامية؛ كالفقه والحديث والتفسير والكلام. (الدرر الملتقطة ص21-27)

وقد نقل السيّد الرجائي في مقدمته توثيق الشيخ المُحدّث عباس القمي (رضوان الله عليه) للشيخ إسماعيل المازندراني المعروف بالمُحقّق الخاجوئي، حيث ذكره الشيخ القمي في كتابه القيّم الكنى والألقاب وقال عنه: "العالم الورع الحكيم المتأله الجليل القدر من أكابر علماء الإمامية. قالوا في حقه: كان آية عظيمة من آيات الله وحجة بالغة من حجج الله، وكان ذا عبادة كثيرة وزهادة خطيرة، معتزلاً عن الناس، مبغضاً لمن كان يحصل العلم للدنيا". (الكنى والألقاب ج2 ص200)

فالمُحقّق الخاجوئي عالمٌ له تلك المكانة الرفيعة، وما يهُمّني هنا أنه بعد أن عرفنا من هو هذا العالم، وبعد أن عرفنا مكانته الرفيعة؛ وجب علينا أن نعرف أنه قد ألّف كتاباً ليُعرّي فيه أئمة الظلم والجور الذين ظلموا أهل البيت (عليهم السلام) وبالأخص منهم من قتلوا الزهراء (عليها السلام) وظلموها وغصبوا حقّها واسم هذا الكتاب هو طريق الإرشاد إلى فساد إمامة أهل الفساد وقد خصّص هذا الكتاب لاستعراض الأدلة الدالة على جواز لعن الغاصبين لحقوق الأئمة (عليهم السلام) وما جرى منهم على فاطمة البتول (عليها السلام) من الأذى والظلم، وقد ذكر ذلك السيّد الرجائي في مقدمته على كتاب الدرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنية المارّ ذكره. (الدرر الملتقطة ص20)

والسؤال الذي يُكرّر هنا: لماذا يبقى هذا التراث مدفوناً؟! لماذا تبقى مثل هذه الكتب حبيسةً للمخطوطات؟! لماذا لا تُشكّل لجان ومؤسسات تُحيي هذه الكتب القيّمة التي تُبيّن السيرة الصحيحة لعلماء التشيُّع الأبرار الذين كانوا يسيرون في طريق النيل من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وفضحهم ولعنهم؟!

أبو لؤلؤة البحراني
17 ذو الحجة 1433 هـ

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الشيخ خضر الحبلرودي.. وكتاب التوضيح الأنور


تستهويني قصص العلماء وسيرهم، وكثيراً ما أُفتّش في بعض الكتب عن العلماء غير المعروفين وأحاول الكتابة عنهم، وفي أثناء اطّلاعي على كتاب أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل للشيخ المُحدّث الحُر العاملي (رضوان الله عليه) – والكتاب موجودٌ على الإنترنت - قرأتُ سيرةً لعالم مُتكلّم اسمه الشيخ خضر بن محمد الرازي الحبلرودي، وقد وصفه الشيخ الحر العاملي بأنه: "كان عالماً فاضلاً ماهراً مُحّققاً مُدّققاً إمامياً صحيح الاعتقاد". (أمل الآمل ج2 ص110)

وترجمة الشيخ الحبلرودي في كتاب الأمل صغيرة وليست مُفصّلة، فحاولت أن أجد بعض المعلومات في كتب أخرى، واعتمادي كله على الكتب المتوّفرة على الإنترنت، فوجدت ولله الحمد ترجمة أوسع في كتاب أعيان الشيعة، ومما يُستفاد من الترجمة المذكورة في الأعيان هو توضيح نسبة (الحبلرودي) فيقول مؤلّف الأعيان: "الحبلرودي نسبة إلى حبلرود بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح اللام وضم الراء وسكون الواو بعدها دال مهملة"، ويستمر بقوله: "قرية كبيرة معروفة من اعمال الري بين بلاد مازندران والري". (أعيان الشيعة ج6 ص323)

وأهم ما أود الإشارة إليه بخصوص هذا العالم هو تصدّيه للرد على النواصب، فقد ذكره المُحقّق المُعاصر آية الله السيّد علي الحسيني الميلاني (دام ظله) في مُقدّمة كتابه نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار، فيقول: "وقد شكّلت كتب الردود قسماً كبيراً من مؤلفات الإمامية في مسائل الإمامة، كما لا يخفى على من لاحظ فهارس المؤلفات، والسبب في ذلك هو أن أهل السنة لا بضاعة لهم الا الكذب والإنكار". (نفحات الأزهار ج1 ص21)

ثم يذكر السيد الميلاني نماذج من الكتب الناصبية التي أُلّفت ضد التشيُّع، والكتب الشيعية التي أُلّفت رداً عليها فيذكر: "وألف يوسف الأعور الشافعي الواسطي كتاب الرسالة المعارضة في الرد على الرافضة. فردّ عليه الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين المهلبي الحلي بكتاب الأنوار البدرية في كشف شبه القدرية، قال فيه: «التزمت فيه على أن لا أستدل من المنقول عن الرسول، إلا بما ثبت من طريق الخصم ولا أفعل كما فعل الناصب في كتابه». والشيخ نجم الدين خضر بن محمد الحبلرودي الرازي بكتاب التوضيح الأنور في دفع شبه الأعور". (نفحات الأزهار ج1 ص22-23)

فيتبيّن مما ذكره السيّد الميلاني أن أحد علماء النواصب وهو يوسف الأعور الشافعي الواسطي كتاباً يُهاجم فيه الرافضة (أعزّهم الله) - الذين هُم تاج رأسه وتاج رؤوس الأُمّة الإسلامية جمعاء -، وما أشبه نواصب ذلك العصر بنواصب عصرنا؛ فنحن نتفرّج كل يوم على شيوخ النواصب وحاخاماتهم حين يريدون أن يُناقشوا الشيعة يُهرّجون وإن أرادوا أن يستدلّوا؛ استدلّوا بكتبهم. فبالله عليك هل نحن حين نُريد أن نُثبت أحقّية التشيُّع نستدل بكتبنا؟! وهذا الناصبي الأعور كما يبدو – وأنا لم أطّلع على كتابه – يستدل بكتبه على الشيعة، ونستشفُّ ذلك مما نقله السيّد الميلاني عن صاحب كتاب الأنوار البدرية الذي قال عن كتابه: "التزمت فيه على أن لا أستدل من المنقول عن الرسول، إلا بما ثبت من طريق الخصم ولا أفعل كما فعل الناصب في كتابه".

وكان الشيخ الحبلرودي ممن ردّ على هذا الأعور في كتابه التوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شبه الأعور، وقد ذكر هذا الكتاب الشيخ آغا بزرگ الطهراني (رضوان الله عليه) في الذريعة بقوله: " وهو جيد كثير الفوائد، وهو أحسن وأتم وأفيد من كتاب الأنوار البدرية". (الذريعة ج4 ص491)

وهذا الكتاب ليس مطبوعاً ولا يزال مدفوناً مع بقية التراث الشيعي المدفون فأنا أُناشد طلبة الحوزة المُتمكنين أن يستخرجوا مخطوطة هذا الكتاب ويُحقّقوه ويُقدّموه للطبع، فنحن لا نُريد أن يُدفن هذا التراث وإنما نُريد أن نُحييه، ولا أشُكُّ بأن هذا الكتاب كغيره من الكتب الشيعية المدفونة فيه ما يُستفاد منه، فأتمنى لو يُطبع هذا الكتاب جنباً إلى جنب مع كتاب الناصبي الأعور، فإنه يُرينا تهافت شبهات النواصب، ولجم علمائنا لهم وردّهم لشبهات النواصب.

أبو لؤلؤة البحراني
15 ذو الحجّة 1433 هـ

الأحد، 28 أكتوبر 2012

ضرورة تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها


يُشير سماحة آية الله السيّد مُرتضى الشيرازي (دام ظله) في كتابه القيم بحوث في العقيدة والسلوك – وأنصح الجميع بقرائته – إلى أهمية أن يحدد كل فرد هدفاً أو أهدافاً يبتغي الوصول إليها ويسعى لتحقيقها، والناجحون هم من يضعون لهم أهدافاً، وقد عرض سماحته أمثلة على بعض الشخصيات التي وضعت لها أهدافاً، كان منها والدة الشيخ الأعظم الأنصاري (رضوان الله عليه) التي وضعت لها هدفاً أن يكون ابنها عالماً كبيراً؛ فغدى ابنها المرجع الأعلى للشيعة ولُقّب بالشيخ الأعظم. وكذلك السيّد محمد الشيرازي (رضوان الله عليه) – والد السيد المرتضى – الذي حدد له هدفاً وهو أن يؤلف ألف كتاب؛ وقد حققه وتجاوزت مؤلفاته الألف مؤلف، وصار صاحب أكبر عدد من المؤلفات في العالم. ومن هذه الأمثلة ما ذكره عن الشيخ عباس علي الإسلامي الذي حدد لنفسه هدفاً وهو أن يكون مؤسساً فاستطاع مع تواضع إمكانياته أن يؤسس ثلاثمائة مدرسة. وأيضاً ذكر قصة المرحوم الميرزا مهدي الأصفهاني (رضوان الله عليه) الذي كان له هدف أن يُربّي مجموعة كبيرة من العلماء الذين يحملون راية الحديث الشريف ضد الفلسفة والعرفان، فاستطاع وخرّجت مدرسته العظيمة علماء كبار كالشيخ محمود الحلبي وغيرهم.

ينبغي علينا أن نسير في هذا المسير ونُحدّد لنا هدفاً، وينبغي أن لا تكون – ونحن مُتديّنون إن شاء الله – أهدافنا دنيوية؛ وإنما تكون في المقام الأول أهدافاً دينية وأخروية. وأما بالنسبة لي شخصياً وأنا شاب أسأل الله أن يحسبني من مُحبّي أهل البيت (عليهم السلام)، ولا أُسمّي نفسي شيعياً فإن ذلك مقامٌ عالٍ لستُ أهلاً له، ولكن أسأل الله أن أكون مُحباً صادقاً لهم (عليهم السلام) وأن تشملني عنايتهم بأن أُحقّق أهدافي، وهي:

1-  أن أتخرج من الجامعة – وأنا لا زلتُ طالباً – بنجاح كي أتمكن من خدمة أهل البيت (عليهم السلام) بحسب تخصصي.
2-  أن يهتدي ألف مخالف على يدي، وأيمُ الله إن الخير كل الخير في ذلك، وقد قال رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله): "لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت".
3-  أن تُؤسس المنظمة الشيعية العالمية، والتي قد اقترحت إنشائها في مقالتي السابقة، وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة أن أؤسسها.
أبو لؤلؤة البحراني
11 ذو الحجة 1433 هـ

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

مُقترح لإنشاء المنظمة الشيعية العالمية


{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}


في ظل الهجمات الشرسة من كل الأطراف المُوجّهة ضد ديننا وعقيدتنا ولافتقارنا إلى دول ومنظمات بمستوى عالمي تهتم حقاً بالدفاع عن ديننا وعقيدتنا وطائفتنا، وعدم اهتمام تُجّار طائفتنا وأغنيائهم بالمشاريع النهضوية الشيعية؛ فإنّ من الواجب علينا أن نسعى نحن في إيجاد منظمّة عالمية تحمل على عاتقها الدفاع عن التشيُّع عالمياً، وإنني أحاول أن أضع مُقترحاً بكل تواضع لتأسيس مثل هذه المنظمة التي نأملُ أن تُوجد يوماً ما فتتصدى لردّ الهجمات الإلحادية والناصبية وتكسر شوكتهم، ويكون لمن ساهم في تأسيس هذه المُنظّمة وإيجادها شرفٌ كبير في كسر النواصب، وأين نحن عن وصيّة الإمام الصادق (عليه السلام): "من كان همه في كسر النواصب عن المساكين الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم، ويكشف عن مخازيهم، ويبين عوراتهم، ويفخم أمر محمد وآله صلى الله عليه وآله، جعل الله همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره، يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا". (تفسير الإمام العسكري ص349-350)

كتصوّر أولي للخطوة الأولى هو تأسيس هيئة دينية (غير ربحية) في دولة من دول الغرب حيث أنّها أنسب الأماكن للقيام بمثل هذه المشاريع، ثُمّ إطلاق حملة إعلامية لجمع أكبر عدد ممكن من التبرُّعات من الشيعة المُخلصين الأبرار ليتكوّن رأس مال يمكن به تأسيس مؤسسة تجارية ربحية مُنبثقة عن الهيئة الأم. وقد يُقال: هل همُّنا هو جمع المال والتجارة فقط؟ الجواب: ليس هَمُّنا أن نجمع المال فقط وفقط، ولكن هذا المال مُقدّمة واستباق للخطوات التالية، فبهذا المال نبني مسجداً، وبهذا المال نُشيّد مدرسة، وبهذا المال نؤسس حسينية، وإذا فُقد المال فُقد المسجد وفُقدت المدرسة.

إن وجود هذه المؤسسة التجارية يكفينا مؤونة جمع التبرّعات في كل مرّة لإنشاء مشروع جديد، وإنّما نكتفي بها حيث ستكون كل أرباح هذه المؤسسة في دعم مشاريع المُنظّمة، فنطلق الفضائيات، ونؤسس في كل بلد مركزاً، ونبني المساجد، ونُشيّد الحسينيات، ونرعى الأيتام، ونُوفّر العلاج لمرضى المؤمنين والمؤمنات ببناء المستشفيات، وهكذا تتوسع المشاريع الإسلامية التي ترعاها المنظمة بتوسع تجارتها.

ولا أعلم ما هو نوع التجارة الذي من المفترض أن تمارسه هذه المؤسسة وكيفية عملها وإنّما وضعت المُقترح ونأمل من إخواننا المؤمنين أن يشاركوننا بآرائهم وأفكارهم.

أبو لؤلؤة البحراني
الثامن من ذي الحجّة 1433 هـ

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

كتاب (مُراد المُريد في شرح التقليد)

صار بالإمكان تحميل نسخة PDF من كتابنا (مُراد المُريد في شرح التقليد)، ويمكن الاطّلاع عليه بالضغط هنا.

وهو مُوجّه على الأعمّ للمُتشيّعين الجُدُدْ والمُكلّفين الذين لا يفهمون معنى التقليد وحكمه وكيفيته، وأرجو أن لا تترددوا في إرسال أي ملاحظات أو انتقادات وبريدي الإلكتروني هو:
أخوكم أبو لؤلؤ البحراني

الأحد، 7 أكتوبر 2012

تأمُّل بسيط في الخطاب القرآني والمُحمّدي


الناظر إلى الأدب القرآني والمُحمّدي المتجسد في القرآن الكريم وكلام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) يعلم أنّ هناك نوعين من الخطابين تتلخّص في قوله تعلى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فالشدّة في موضعها الصحيح، والرحمة في موضعها الصحيح. أما تعميم الرحمة في كل موضع أو تعميم الشدّة في كل موضع فلا يفعله إلا الجهلة السفهاء أو السفلة من الفقهاء.

خطاب الرحمة: هو ذلك الخطاب الذي نرى فيه قوله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، و{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ}، وهو كراهة أمير المؤمنين عليه السلام لسب أصحابه عوّام أهل الشام في معركة صفين حين قال: "إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين".

خطاب الشدّة: هو ذلك الخطاب الذي نرى فيه قوله تعالى {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ}، وقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، وقوله تعالى: {عُتُلّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، وهو أمر النبي (صلى الله عليه وآله): "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم"، وهو لمز النبي لمروان بن الحكم بوصف: "الوزغ بن الوزغ"، وهو قول النبي في معاوية: "رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه"، وهو قول الإمام الحسين عليه السلام في يزيد: "الدعي بن الدعي"، وهو قول السيّدة زينب في أخيها الحسين عليه السلام: "قتيل أولاد البغايا".

فالسب جائز لمن يستحقه، وحرامٌ لمن دون ذلك، فلا يُحرّم السب مطلقاً أو يُجوّز السب مطلقاً إلا سفيه جاهل أو فقيه سافل.

الأحد، 23 سبتمبر 2012

المسلكان الأصولي والأخباري عند علماء البحرين في القرن الثاني عشر



من كتاب تلامذة العلّامة الشيخ حسين آل عصفور: "ومنذ مطلع القرن الثاني عشر الهجري بدأ المسلك الأخباري ينتشر في البحرين بشكل واضح، فرغم أن الشيخ سليمان الماحوزي كان أصوليّاً متميزاً إلا أن تلامذته انقسموا بين المسلكين الأخباري والأصولي، فبينما اختار بعضهم متابعة أستاذه في مسلكه وعلى رأسهم والد صاحب الحدائق، والشيخ حسين الماحوزي، اختار البعض الآخر مسلك المحدّثين وعلى رأسهم الشيخ السماهيجي، والشيخ علي بن عبد الله البلادي، وشيئاً فشيئاً بدأ المسلك الأخباري في البروز والانتشار على حساب المسلك الآخر الذي بدأ في الانحسار تدريجياً حتى انحصر في بعض المناطق، وقد أدّت هذه التبانيات في المشارب الفقهية؛ لتنشيط حركة البحث العلمي، فازدهر التدريس والمباحثات في الحوزات العلمية في البحرين".

الخُلاصة:

1- الشيخ سليمان الماحوزي (الأصولي المتميز) هو جدّ الشيخ حسين العصفور (شيخ الأخبارية في عصره) لأمه.
2- الشيخ أحمد والد صاحب الحدائق أصولي، وابنه الشيخ يوسف (صاحب الحدائق نفسه) أخباري.
3- هناك من الأصوليين مَنْ أَكْثَرَ في التشنيع على الأخباريين كالشيخ أحمد والد صاحب الحدائق، وهناك من الأخباريين من أَكْثَرَ في التشنيع على الأصوليين كالشيخ عبد الله السماهيجي. ولكن كما نرى فأن كثيراً منهم تربطهم علاقة نسبية أو أن أحدهم يكون أستاذاً للآخر، ومع كل التشنيع فإنه يبقى في إطار البحث العلمي وإلّا فإننا نجد في الرسائل والمكاتبات بين هؤلاء العلماء كل الاحترام، وكل ما صدر منهم من تشنيع كان هدفه حفظ الدين وكان بنيّة حسنة.

أبو لؤلؤة البحراني
6 ذو القعدة 1433 هـ

السبت، 22 سبتمبر 2012

كتاب (بشارة الإسلام في علامات المهدي عليه السلام)


سمعنا مؤخراً كثيراً بمن ظهر في البصرة ويدّعي أنه ابن الإمام المهدي (عليه السلام) الدجّال المدعو أحمد اسماعيل گاطع (لعنة الله عليه)، وحين يقرأ القارئ المنصف بعض تُرّهاته الذي يدّعي أنها أدلة ترى التفنن في التدليس وبتر الروايات والخداع والتدجيل على العوام. وكثيراً ما كان يستخرج الروايات من كتاب بشارة الإسلام في علامات المهدي عليه السلام للسيد مصطفى آل حيدر الكاظمي، ولذا فإن الإطّلاع على هذا الكتاب مهم جداً حيث يرى من يراجعه مدى تدليس وكذب هذا الدجّال أسأل الله أن يعجّل في هلاكه وهلاك أتباعه. )لتحميل الكتاب: إضغط هنا)

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الشيخ البلادي.. مؤرّخ علماء البحرين


يقول أمير المؤمنين ومولى الموحّدين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما جاء في نهج البلاغة: “العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة”.

وهنالك أحاديث كثيرة عن أئمتنا (عليهم السلام) توضّح فضل العالم والعلماء، ومنها قول الإمام الباقر (عليه السلام): “عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد”. (الكافي الشريف ج1 ص33)

ويقول رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله): “من ورّخ مؤمناً فكأنما أحياه”. (مستدرك سفينة البحار ج10 ص279)

من هذا الباب نحاول أن نكتب ولو شيئاً بسيطاً عن المرحوم المُقدّس العلامة الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي (رحمة الله عليه).. أصله من قرية البلاد القديم البحرانية وقد ولد فيها سنة 1274 هـ، ولم يكن هذا العالم من أهل الدنيا وكل من إطّلع بسيرته علم بحاله فقد فقد والده وهو في السابعة من عمره وكانت البحرين تعيش حياة مأساوية من صراع السلاطين وطُلّاب الدنيا وقد قتل في تلك السنوات حاكم البحرين آنذاك وهو علي بن خليفة، وقد تشتت كثيرٌ من أهل البحرين وفرّوا إلى البلدان المجاورة، وكانت القطيف أكثر البلدان التي يرحل إليها البحارنة في فترات الحروب والاضطرابات لقربها الجغرافي ولوجود بعض المشتركات بين البحرين والقطيف كالتاريخ والعادات والتقاليد. كان الشيخ البلادي رحمه الله من جملّة من رحلوا إلى القطيف مع والدته وكان صغير السن حينها وقد توفيت والدته بعد سنتين فصار يتيم الأب والأم، إلّا أن الشيخ المرحوم أحمد آل طعان رضوان الله عليه - وهو بحراني ستراوي الأصل أي من جزيرة سترة البحرانية – كان قد استقرّ في قرية القديح القطيفية فآوى الشيخ البلادي عنده وكفله وربّاه أحسن تربية وكان له أباً وأستاذاً، وهنا تتبين أهمية رعاية اليتامى حيث أن اليتامى قد يكونون من العظماء فيما بعد. وقد كتب الشيخ البلادي كتاباً كاملاً في أستاذه وكافله الشيخ أحمد آل طعان أسماه الحق الواضح في أحوال العبد الصالح وأملي أن أرى هذا الكتاب حيث أنّه لم يُطبع ولم يُحقّق ولا يزال حبيس المخطوطة، وجديرٌ بالذكر أن علاقة الشيخ البلادي قد توطدّت بالشيخ آل طعان أكثر فأكثر حينما صاهره وتزوّج بنته.
لم يكتفِ الشيخ البلادي بالتحصيل في القطيف وإنّما رحل إلى النجف الأشرف وتدرّج في طلب العلوم الدينية ودرس عند كبار أساتذتها وكان منهم آنذاك: الشيخ محمد حسين الكاظمي، والشيخ محمد طه نجف، والسيد مرتضى الكشميري، والشيخ محمود ذهب النجفي، والشيخ حسن بن الشيخ مطر الجزائري رحمة الله عليهم أجمعين. ومن شدّة تواضع الشيخ البلادي أنه لم يطلب إجازة الرواية من أيٍ من أساتذته لكن السيد مرتضى الكشميري قد ابتدأه بالإجازة وأعطاها إياه وكان ذلك في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك في الروضة الحيدرية مقابلا لوجه أمير المؤمنين (عليه السلام) كما حكاه الشيخ البلادي نفسه في بعض كتبه.

كتاب أنوار البدرين:

أشهر كتب الشيخ البلادي على الإطلاق هو كتاب أنوار البدرين ومطلع النيّرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين، وهذا الكتاب من أفضل الكتب التي أُلِّفتْ حول تراجم علماء مدن البحرين الكبرى وسيّرهم (ونعني بمدن البحرين الكبرى: جزر البحرين – القطيف – الأحساء)، وهذا الكتاب أفضل وأوسع وأشمل من غيره ككتاب فهرست علماء البحرين للشيخ سليمان الماحوزي، وكتاب لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتيّ العينين للشيخ يوسف البحراني. ويعد هذا الكتاب الآن من المصادر الأولى التي يعتمدها الباحثون في تاريخ علماء المنطقة وسيّرهم وأنصح جميع الشيعة بالإطّلاع عليه وخصوصاً شيعة البحرين الكبرى كي يتذكروا شيئاً من تراثهم وتاريخهم وأمجادهم.

بالإضافة إلى كتابي الحق الواضح وأنوار البدرين اللذين ذكرناهما فمن الكتب الأخرى للشيخ البلادي:

1- جواهر المنظوم في معرفة المهيمن القيوم. يتحدث هذا الكتاب عن الأصول الخمسة.
2- زواهر الزواجر في معرفة الكبائر. ذكر في هذا الكتاب سبعين كبيرة من كبائر الذنوب.
3- جامعة الأبواب لمن هم لله خير باب. هو منظومة في مواليد النبي والأئمة والزهراء ووفياتهم عليهم السلام.
4- جامعة البيان في رجعة صاحب الزمان.
5- رياض الأتقياء الورعين في شرح الأربعين وخاتمة الأربعين. اشتمل هذ الكتاب عنواناً على اثنين وخمسين حديثا مشروحة مبسوطة في الأصول والفروع والمواعظ والمناقب.
6- الجوهرة العزيزة في جواب المسألة الوجيزة. وهذا الكتاب بحث في التوحيد.
7- جنات تجري من تحتها الأنهار. وهذا الكتاب يشتمل على المناظيم والمدائح والمراثي وسائر الأشعار.

وكما ذكرنا مسبقاً فإن كثيراً من هذه الكتب حبيسة المخطوطات فينبغي علينا التحرُّك في طريق نشرها وإحياء شيء من تراث علمائنا الأجلّاء، وأطلب ممن يقرأ مقالتي هذه أن يقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها للمرحوم الشيخ علي البلادي، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
أبو لؤلؤة البحراني
5 ذو القعدة 1433

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

حتى لا ننسى.. من الخيانات الداخلية في البحرين


أحمد بن محمد آل ماجد البلادي كان أحد شيوخ البحرين الخوّنة والذي أظن أنه يتحمل كل المآسي التي تعرض لها الشعب البحراني منذ استيلاء آل خليفة على البحرين.. لماذا؟! الجواب فيما يأتي.

الشعب البحراني منذ القدم ولا يزال شعب أعزل وكل الحروب التي تعرض لها شعبنا كانت حروب دفاعية حيث يأتوننا المُحتلين والمستولين بقوة السلاح كالبرتغاليين والبريطانيين والعُمانيين والقبائل العربيّة ويقتلوننا.

في سنة 1197 هـ - أي قبل أكثر من مئتي سنة - كانت البحرين جزءاً إدارياً من الدولة الأفشارية التي تحكم إيران آنذاك، وكانت قد عيّنت الشيخ نصر آل مذكور حاكماً على البحرين وكان وزيره هو الحاج مدن الجدحفصي.

آل خليفة آنذاك كانوا في الزُبارة التي تقع في قطر ويفصل البحر جزيرة سترة البحرانية عن الساحل القطري، وقد وقع في تلك السنة خلاف في جزيرة سترة حيث جاء رجال من آل خليفة من الزبارة لشراء بعض اللوازم، وأسفر الشجار عن قتل كبير آل خليفة وانتهاب متاعهم، ورجع الباقون إلى الزبارة يستصرخون قومهم، فقرر آل خليفة الانتقام في سفينة مشحونة بالرجال والسلاح، ونزلوا جزيرة سترة وقتلوا ونهبوا ورجعوا إلى الزبارة.

أهل البحرين حينها قرروا الانتقام من قتلتهم فجمعوا الرجال وتوجّهوا إلى الزبارة، ولكن بسبب وجود الخونة والجواسيس في صفوفهم فقد أُعلم آل خليفة بهذا الموضوع، فانكسر البحارنة انكسارا شديدا.

لم يجد شعب البحرين إلّا أن يرجعوا إلى الدولة الأفشارية في إيران التي كانت البحرين آنذاك جزءاً منها فرحل حاكم البحرين الشيخ نصر آل مذكور إلى ليطلب من الدولة الأفشارية النصرة والمدد لكن الخذلان كان هو الجواب، فلمّا علم البحارنة بذلك.. كانت حينها الخيانة وكانت الطعنة التي وجّهها الشيخ أحمد بن محمد آل ماجد البلادي في خاصرة الشعب البحراني حيث كاتب آل خليفة يدعوهم للاستيلاء على البحرين ويضمن لهم المساعدة والنصر.

الوزير مدن الجدحفصي وبقيّة أهل قرية جدحفص التي كانت عاصمة البحرين آنذاك رفضوا هذه الخيانة ووقفوا ضد البلادي الذي اصطف معه أهل قريته البلاد القديم، فكانت الحرب في ذلك الوقت بين البحارنة أنفسهم.. بين الجدحفصيين وبين البلاديين.

كادت الحرب تنتهي بالنصر للجدحفصيين، لكن آل خليفة قد هجموا على البحرين مما جعل الجدحفصيين يحاربوا مع، ثُمْ قتل الوزير الحاج مدن، وانكسر وتشتتوا وقُتل منهم عدد كثير وفرّ كثيرٌ منهم إلى البلدان الأخرى خارج البحرين كالقطيف وبوشهر والبصرة والمحمرة.
أبو لؤلؤة البحراني
2 ذو القعدة 1433